Monday, August 17, 2009

كيف نحسن الوداع 2001

أرجو أن لا أكون قد خذلت من قبلي لأجل من بعدي
بثقة المهاجر يبحث عن العدل اقلب صفحات الأيام الأول .. بالرفق سنأخذهم
هل تذكر الوادي الاحمر.. هل كان عليك أن تتركه ..
أول بيت .. الشباك الذي حفظت عنده أول سورة أو الشمس التي كنت أجلب منها الخبز كل صباح
الخالة التي تداوينا ، تفسر أحلامنا .. الله سيكافئهم
حتى تصل العدو الأول ستجد كل الطرق تؤدي للشظف وللقهر ..
عندما تخرج عليك أن تجد المبرر لهذه الغربة أو الثمرة التي ستقطفها أو المهمة التي ستبذلها ، لا أسأل عن الذين سبقوني أو الذين أخذتهم الهجرة ..
هل كان الأمر يليق بنا كيف استطعنا أن نستوعب التجنيد أو القصف ثم الرشاوي
من يستدرج الإنسان غير معارفه .. هل يستطيع أن يتوقف حين يرى بالونه قد صار أكبر منه .. كيف سيبلعه ؟ الزمن يقنعك كل يوم على فعل شئ لم تتهيأ له نفسيا ، يتنبأ لكل شخص طريقه .. عتبات تفصل بين الاشتراكية والاعتماد على الذات ، بين العزلة والعالمية .. قد تكون غير مقصودة ، حتى تفهم تحتاج الى سنين من الغربة والفراق واللقيا ، الدائرة واحدة لكن المستويات لا حصر لها ، من يستطيع أن يحوز التقدير سوى المحبون ..
سأبسط لك سؤالا – كيف يتظافر الشر على إنسان حتى يعتدي ثم كيف يجد له أعوانا ؟ هل يستمتع بالتخريب أم يختصر الطرق لما يريد .. هل هو مضطر لأن يجور..
لماذا لا نحرص على تحصيل الأصدقاء .. لماذا الأثرة
خرجت أتحسسهم رغم مرض موت أبي رغم عملي المضطرد رغم وطني المجروح أعود للغربة التي أعرفها أقول هناك سأكون متقدما حرا فاتبعت الإشارة ووجدت لي شركة ومدينة، كانت شكواي أني سأختار لأولادي غربتهم بدل الوطن الذي يكبلهم وهو ينزف يسير بنا من هاوية لأخرى ، في الجهة الأخرى تجد الدعة التي تغلف العولمة من المخدرات والجنس والقروض ، تجد القهر في التمييز بين الناس وهدر الثروات والترف والفساد .

كيف نتعلم الدخول 9\2000

ترى كم سنتحمل من المسؤولية لو اشتركنا في برنامج نسبة نجاحه غير متكاملة ثم حاد بنا الى غير الهدف.
كم لنا من الخيار ، كم درجة النجاح المقبولة .. أي الأمور ممكن أن نتسامح بها ..

ممكن لسيارة أن توصلك إلى مكان ثم تركب غيرها لكن من سيضمن السلامة والوقت ؟ نوع السيارة أم السائق أم الطريق وعن أي فقرة ممكن أن نسأل ؟ ممكن أن نصنع سيارة لكن كم سيكون عمرها كم سعرها ؟ إلى كم ستؤثر حوادث السير في مثل هكذا مشروع .

أي الأشياء ممكن أن نضحي بها ولأجل ماذا والى كم من الوقت.
دعوني أتكلم عن أي شئ يمثل الوطن بالنسبة لي : أول تربة ونهر وسماء وشمسي وقمري وشجري وبيت أبي وأمي وأخوتي وقبور أجدادي وذكريات الطفولة .. هل أستطيع أن أستبدلهم لولا الظلم والهوان لولا الالتزام أن لا نضيع آدم أخرج أتنسم آثار من سبقني أقول ما غدرت ولا ارتبت ولا تقاعست عن معروف ..

أي شئ ممكن أن يتركه الإنسان بعد أن ألهب خياله ! لكنها الفتن تتربص أقدارنا كي تكيد .. نحمل مسؤولية سنواتنا وإخواننا وأرضنا الكبيرة أما الباقي فالسفينة تجري بهم.. أدخل ولكل همومه ولكل رسالته التي لا تشترط لها أرضا ولا سماء.. هذه الحرية هي من تحيد للرجوع خشية التقصير أو الإفراط مظنة أن الخارج يملك أمره لا كما المكره ..

في الحقيقة أنت تتقلب بين أقداره تنوي متابعة وحيه والتطلع الى آياته ومواصلة التجربة وليس عليك مسؤولية كما الجميع سوى أن تشغل موقعك وتحاور ولا تسدر وتطمئن ثم تتعلم النسبية بقدر الفراغ الذي خلفته هذه المدنية والخنوع ،

كيف نوفر البدائل الطيبة لكل الأوقات ، نزعة الإنسان للعلم والعمل لا شك تحمل في طياتها نزعته القديمة للخلود وهو في كل ذلك يقدم ما يستطيع ..

الطغاة بنوا مقابرهم بدم العبيد والحكماء خطوا بدموعهم الكتب فلمن كانت الجدوى..